هل تُصدق أن الصدفة قد تُهديك اسمًا يحمل في طياته جوهر حياتك؟

في رحلة الحياة، حيث تتشابك خيوط القدر بخيوط الحب، تُنسج حكايات تُخلد في الذاكرة. ومن بين هذه الحكايات، قصة "زاه"، اسمٌ وُلد من رحم العاطفة، ليُصبح رمزًا للانتماء وعنوانًا للهوية.

بدأت الحكاية قبل عشر سنوات، حينما أشرق فجر جديد على حياتي مع ولادة ابني "زيدان". تَذكرُ كيف غمرتني السعادة وأنا أُراقب عينيه الزرقاوتين تُفتحان على عالمٍ جديد؟ ضحكاته كانت تُشبه رنين الأجراس في صباحٍ مشمس، ونظراته الفضولية كانت تُثير فيّ شغفًا لا ينضب لِاكتشاف أسرار الحياة معه. حرف "Z" الذي افتتح به اسمه، صار نجمةً تُرشدني في دربي، و ينبوعًا لا ينضب لِلحب و الأمل.

ولكن، كما لِلنور ظلاله، لِلحياة تحدياتها. هنا برز دور والدي "عاشور"، الصخرة التي استندتُ عليها في أوقات الشدة. بِحكمته التي تُشبه بحرًا عميقًا، و دعمه الذي لا يلين كالجبال، كان "أ" أول حرف من اسمه، ألفَ بدايةً جديدةً في حياتي، و منارةً تُنير طريقي في ظلمات الريبة.

و بين زيدان و عاشور، وجدتُ نفسي، "هاني"، أُصارع أمواج الحياة بِشغفٍ و إصرار. حرف "H" الذي افتتح به اسمي، كان مرآةً لِروح تَتوق إلى المعرفة و التطور، و نافذةً تُطل على عالمٍ من الأحلام و التطلعات.

و في لحظةٍ ساحرة، من تلك اللحظات التي يُخبئها القدر لِمَن يُحسن التأمل، بينما كنا نلهو بِأحرف أسمائنا كعادتنا، تَشكلت كلمةٌ جديدةٌ، "زاه". كأنما الأحرف قد تراقصت في هواء المرح لتُعلن عن ميلاد هويةٍ جديدة، هويةٍ تَجمعنا في عقدٍ واحدٍ من الحب و الانتماء.

"زاه"، ليس مجرد اسم، بل هو لحنٌ يُعزف على أوتار قلوبنا، و قصةٌ تُروى بِلغة الحب و العطاء. إنه رحلة عائلة تُبحر في بحر الحياة بِسفينةِ الأمل، و إرثٌ يُضيء دروب الأجيال القادمة.

و اليوم، أقف أمامكم و أنا أحمل اسم "زاه" بِفخرٍ و اعتزاز، لِأُخبركم أن الهوية لا تُصنع من فردٍ واحد، بل تُبنى بِقوةِ الحب و الترابط الذي يَجمعنا. "زاه": اسمٌ وُلد من الصدفة، لكنه أصبح قدرًا جميلاً أؤمن به، و هويةً أفتخر بها.

و هكذا، كما بدأت قصتي بِلحظة صدفة، أدركتُ أن الحياة مليئة بِاللحظات السحرية التي تنتظرنا لنكتشفها، وأن أجمل القصص تلك التي نكتبها بِقلوبنا قبل أقلامنا.

Maserati